وفى كتاب الروض الانف شرح سيرة هشام للامام السهيلى رحمهما الله تعالى في الكلام على دعائه صلى الله عليه وسلم عند مرجعه من الطائف الذى فيه اعوذ بنور وجهك الكريم الذى اشترقت به الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والآخرة ما ملخصه باختصار اما الوجه اذا جاء ذكره في الكتاب والسنة فهو ينقسم في الذكر الى موطنين موطن تقرب واسترضاء بعمل كقوله تعالى يريدون وجهه وكقوله الا ابتغاء وجه ربه فالمطلوب في هذا الموطن رضاه وقبوله للعمل واقباله على العبد العامل واصله ان من رضى عنك اقبل عليك ومن غضب عليك اعرض عنك ولم يرك وجهه فافاد قوله بوجهك هاهنا معنى الرضى والقبول والاقبال [...] واما النور فعبارة عن الظهور وانكشاف الحقائق الإلهية وبه اشرقت الظلمات اى اشرقت محالها وهى القلوب التي كانت فيها ظلمات الجهالة والشكوك فاستنارت [.؟.] بنور الله وقد قال المفسرون في قوله تعالى مثل مثل نوره اى مثل نوره في قلب المؤمن كمشكاة فهو اذا نور الايمان والمعرفة المجلى لكل ظلمة وشك قال كعب المشكاة مثل لفهمه والمصباح مثل للسانه والزجاجة مثل لصدره او لقلبه اى قلب محمد صلى الله عليه وسلم وقال اعوذ بور وجهك ولو قال بنورك [ا]لحسن ولكن توسل اليه بما اودع قلبه من نوره فتوسل الى نعمته بنعمته والى فضله ورحمته وقد تكون الظلمات هاهنا أيضا الظلمات المحسوسة واشراقها دلالتها على خالقها وكذلك الانوار المحسوسة الكل دال عليه فهو نور النور اى مظهره ومنور الظلمات اى جاء لها نورا في حكم الدلالة عليه سبحانه وتعالى انتهى